صراع مرير يدور في ساحة المسلمين تنبعث منه رائحة نتنة، تحركها أيادٍ خفية ولكن كلنا نعرفها، يتبناها جهلة من أبناء جلدتنا يخوضون هذا الصراع دون تفكير ودون الرجوع إلى قدوة هذه الأمة النبي العظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي رسم لنا الطريق لنسير عليه وأوقف هذا الصراع من قبل لنعيده من جديد، حيث جاء في صحيح البخاري أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فقال الأنصاري يا للأنصار، وقال المهاجر يا للمهاجرين، فسمع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " ما بالُ دعوى جاهلية؟" قالوا يا رسول الله كَسَعَ رجل من الأنصار. فقال: " دعوها فإنها منتنة ".
فذكر النسب أو الوطن على سبيل الافتخار والتكبر على الآخر من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام.
قال صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أبيض على أسود ألا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب". وقال الله تعالى: " إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
فالتقوى هي المقياس عند الله ولو كان عبدا حبشيا والأنساب لا تغني شيئا عن العبد، ولكن وللأسف إن البعض منا لا يزال يضرب في عضد الأمة بمعول دعوى الجاهلية، ومتى كان الإسلام يقوم على عصبية في نكاح أو نصرة أو مأوى!؟