سجود القلب
مرغ جبينك في ثرى العبودية قبل أن تمرغه في ثرى الأرض
واجعل القلب يسجد خاضعا مع أعضائك السبعة عضوا ثامنا قال به مذهب العارفين وإن لم يلامس الأرض ولكن سجوده رفرف به إلى أعالي السماء يهتف مشتاقا وجلاً في آن واحد يغذ السير نحو خالقه ..فهذا هو السير ليس سير القدم وإن كان لهذا من ذاك نصيب
فإذا كنت في نسمات ذلك القرب من الرحيم بعباده واستفاض قلبك إشفاقا من عذابه و وجلا من كبريائه ورجاء في منِّه وكرمه وطمعا في وافر فضله فقد حزت بالغ الخير إذ سجد القلب وخضع وأذعن لبارئه ولم يغفل عن جلالة حال الساجد ومهابة تلك المكانة إذ هنالك موقف غبنٍ لمن فرط واستبشار لمن أعطى
فالفضل لمن اغتنم الفرص وأعطى لأحواله مكانتها .. فتراه قد تلهف لسجوده تلهف صاحب الحاجة المعوز الفقير فإذا سجد ملأ كيانه ذاك الخضوع الأسيف حتى إذا أراد أن يرفع جبهته مانعت نفسه البعد وأراد التلبث إذ وجد من الفيض الرباني في تلك اللحظات ما زاده حبورا رافقه حلاوة في قلبه يمن بها الله على من يشاء
سئل أحد التابعين عن عبادة السلف فقال: كانت اعمالهم قليلة و قلوبهم سليمة